للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويومِئُ مَنْ بالمَاءِ والطِّينِ.

(ويُومِئُ مَنْ بالماءِ والطينِ) بركوعٍ وسجودٍ، كمصلوبٍ ومربوطٍ. ويسجدُ الغريقُ على متنِ الماءِ، أي: ظهرِه.

تنبيهٌ: يُعتبرُ المَقَرّ لأعضاءِ السجودِ؛ لحديثِ: "أُمرتُ أنْ أسجدَ على سبعةِ أعظمٍ" (١). فلو وضَعَ جبهتَهُ على قُطنٍ مَنفوشٍ ونحوِه، ممَّا لا تَستقرُّ عليه الأعضاءُ، لمْ يصحَّ. أو صلَّى معلَّقًا، أو في أُرجُوحةٍ، ولا ضرورةَ تمنعُه أنْ يصلِّيَ بالأرضِ، لمْ تصحَّ صلاتُه؛ لعدمِ تمكّنِه عُرفًا، وعدمِ ما يَستقرُّ عليه. وتصحُّ الصَّلاةُ أيضًا على حائلِ صوفٍ ونحوِه، كشعرٍ ووَبَرٍ من حيوانٍ طاهرٍ، ولا كراهةَ؛ لحديثِ: أنَّه -صلى الله عليه وسلم- صلَّى على فَروةٍ مدبوغةٍ (٢). وتصحُّ أيضًا على ما منعَ صلابةَ الأرضِ، كفِراشٍ محشوٍّ بنحوِ قُطنٍ. وتصحُّ على ما تُنبتُه الأرضُ؛ لاستقرارِ أعضاءِ السجودِ عليه (٣).


(١) أخرجه البخاري (٨١٢)، ومسلم (٤٩٠) من حديث ابن عباس.
(٢) أخرجه أحمد (٣٠/ ١٦٥) (١٨٢٢٧)، وأبو داود (٦٥٩)، وضعفه الألباني.
(٣) انظر "دقائق أولي النهى" (١/ ٥٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>