للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن يقرأَ في فجرِهَا: {الم} السجدَة، وفي الثانية {هَلْ أَتَى} وتُكرَهُ مداومَتُهُ عليهِمَا.

(وأنْ يقرأَ في فجرِها) أي: الجمعةِ، في الركعةِ الأُولى: ({الم} السجدة. وفي) الركعةِ (الثانية: {هَلْ أَتَى} (١)) نصًّا؛ لأنَّه عليه السَّلام كان يفعلُه. متفقٌ عليه (٢) من حديثِ أبي هريرةَ. قال الشيخُ تقيُّ الدينِ: لتضمُّنِها ابتداءَ خلقِ السمواتِ والأرضِ، وخلقِ الإنسانِ، إلى أنْ يدخلَ الجنةَ أو النَّارَ.

(وتُكرَهُ مداومتُه عليهما) أي: على {الم} السجدة، و {هَلْ أَتَى} في فجرِها. قال أحمدُ: لئلا يُظنَّ أنها مفضلةٌ بسجدةٍ. وقال جماعةٌ: لئلا يُظنَّ الوجوبُ. وتُكرَهُ القراءةُ بسورةِ الجمعةِ في عشاءِ ليلةِ الجمعةِ. زادَ في "الرعاية": والمنافقين.

خاتمةٌ: روى ابنُ السنيِّ من حديثِ أنسٍ مرفوعًا: "مَنْ قرأَ إذا سلَّمَ الإمامُ يومَ الجمعةِ، قبل أنْ يَثنيَ رِجليه، فاتحةَ الكتابِ، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوِّذتين، سبعًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ، وأعطِيَ من الأجرِ بعددِ مَنْ آمنَ باللهِ ورسوله" (٣). ومن روايةِ ابنِ السنيِّ (٤) عن عائشةَ: "مَنْ قرأَ بعد صلاةِ الجمعةِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} سبعَ مراتٍ، أعاذَهُ اللهُ بها من السوءَ إلى الجمعةِ الأخرى".


(١) في الأصل: "هل أتى على الإنسان".
(٢) أخرجه البخاري (٨٩١)، ومسلم (٨٨٠).
(٣) ذكره ابن حجر في "معرفة الخصال المكفرة" ص (٣٦)، ونسبه لأبي الأسعد القشيري في "الأربعين". وذكره السيوطي في "الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير" (١٢١٦٦) قال الألباني في "ضعيف الجامع" (٥٧٥٨): موضوع.
(٤) أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" ص (٣٣٢). وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٥٧٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>