للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السادِسُ: النيَّةُ من اللَّيلِ لكلِّ يومٍ واجبٍ. فمن خَطَر بقلبِه ليلًا أنه صائِمٌ، فقد نَوى، وكذا الأكلُ والشُّربُ بنيَّةِ الصَّوم.

لأنَّه متَى نُبِّهَ انتبَهَ.

ويقضِي مُغمًى عليه زمَنَ إغمائِه؛ لأنَّه مُكلَّفٌ، دونَ المجنونِ؛ لأنَّه غيرُ مُكلَّفٍ، ومُدَّةُ الإغماءِ لا تطولُ غالبًا. ولا تثبُتُ الولايةُ على المُغمَى عليه.

(السَّادسُ) مِن شُروطِ صحتِه: (النيَّةُ مِنَ اللَّيلِ) لحديثِ: "مَن لم يُبَيِّتِ الصيامَ مِنَ اللَّيلِ، فلا صيامَ له". رواهُ أبو داودَ، والترمذيُّ، والنسائيُّ (١). وللدَّارقُطنيِّ (٢) عن عَمرَةَ، عن عائشةَ مرفوعًا: "مَن لم يُبَيِّتِ الصيامَ قبلَ طلوعِ الفجرِ، فلا صيامَ له". وقالَ: إسنادُه كلُّهم ثِقاتٌ.

وأوَّلُ اللَّيلِ، ووسَطُه، وآخرُه محلُّ النيَّةِ، فأيَّ جُزءٍ نوَى فيه، أجزأَهُ.

قولُه: "مِنَ اللَّيلِ" قال ابنُ نصرِ اللهِ: فُهِمَ مِن اشتراطِ كونِ النيَّةِ مِنَ اللَّيلِ، أنَّه لو نوَى مع طلوعِ الفجرِ، لم يُجزئْه. انتهَى.

(لكلِّ يومٍ واجبٍ) بأن يعتقِدَ أنَّه يصومُ مِن رمضانَ، أو قضائِه، أو نذرٍ، أو كفَّارةٍ؛ لأنَّ كلَّ يومٍ عبادةٌ مُفردَةٌ؛ لأنَّه لا يفسُدُ يومٌ بفسادِ يومٍ آخرَ.

وعنِ الإمامِ: يُجزئُ في أوَّلِ رمضانَ نيَّةٌ واحدةٌ لكُلِّه. نصَرَها أبو يعلَى الصَّغيرُ (فمَن خطَرَ بقلبِه ليلًا أنَّه صائمٌ، فقد نوَى. وكذا الأكلُ والشُّربُ بنيَّةِ الصَّومِ) لأنَّ محلَّ النيَّةِ القلبُ. قال الشيخُ تقيُّ الدِّينِ (٣): هو حينَ يتعشَّى، يتعشَّى عشاءَ مَن


(١) أخرجه أبو داودَ (٢٤٥٤)، والترمذيُّ (٧٣٠)، والنسائيُّ (٢٣٣٤) من حديث حفصة. وصححه الألباني.
(٢) أخرجه الدارقطني (٢/ ١٧١).
(٣) "الاختيارات" ص (١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>