للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

"ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ عندَ قبري إلَّا ردَّ اللهُ عليَّ رُوحي، حتى أرُدَّ عليه السلامَ" (١).

قال أحمدُ: وإذا حجَّ الذي لم يَحُجَّ قَطُّ، يعني من غيرِ طريقِ الشامِ، لا يأخذُ على طريقِ المدينةِ؛ لأنِّي أخافُ أنْ يَحدُثَ به حَدَثٌ، فينبغي أنْ يقصِدَ مكَّةَ من أقصِرِ الطرقِ، ولا يتشاغلُ بغيرِه. وإن كان (٢) تطوُّعًا، بدأ بالمدينةِ.

وإذا دخلَ المسجدَ قال ما ورَدَ، وصلَّى تحيَّتَهُ، ثمَّ يستقبلُ وسطَ القبرِ، فيسلِّمُ عليه -صلى الله عليه وسلم- مُستقبلًا له، مُولِّيًا (٣) ظهرَه القبلةَ، فيقولُ: السلامُ عليك يا رسولَ اللهِ. كان ابنُ عمرَ لا يزيدُ على ذلك. وإنْ زادَ فحسن. ثمَّ يتقدَّمُ قليلًا فيسلِّمُ على أي بكرٍ، ثمَّ يتقدَّمُ فيسلِّمُ على عمرَ رضي اللهُ عنهما. ثمَّ يستقبلُ القبلةَ، ويجعلُ الحُجرةَ عن يسارِهِ، ويدعو لنفسِه ووالدَيْه وإخوانِه والمسلمين بما أحبَّ (٤).

ويحرُمُ الطوافُ بها. ويُكرَهُ التمسُّحُ بالحجرة. قال الشيخ تقي الدين: اتَّفقوا على أنَّه لا يُقبِّلُه ولا يتمسح به؛ فإنَّه من الشركِ. وكذا مسم القبرِ أو حائطِه، ولصقُ صدرِه به، وتقبيلُهُ. ويُكرَهُ رفعُ الصوتِ عندَ الحُجرةِ.

وإذا توجَّه إلى بلدِه، هلَّلَ فقالَ: لا إله إلا الله. ثمَّ قال: آيبونَ -أي: راجعونَ- تائبونَ، عابدونَ، لربِّنا حامدونَ، صدقَ اللهُ وعدَهُ، ونصرَ عبْدَهُ، وهزمَ الأحزابَ وحدَهُ.


(١) أخرجه أبو داود (٢٠٤١) دون قوله: "عند قبري". وحسنه الألباني.
(٢) سقطت: "كان" من الأصل، والمثبت من "دقائق أولي النهى" ٢/ ٥٨١.
(٣) في الأصل: "متوكئا". والمثبت من "دقائق أولي النهى" ٢/ ٥٨١.
(٤) قال الشيخ تقي الدين: لا يقف عند القبر للدعاء لنفسه، فإن هذا بدعة، ولم يكن أحد من الصحابة يقف عنده يدعو لنفسه. "مجموع الفتاوى" (٢٦/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>