للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا خرجَ قدَّم اليُمنى، وقالَ: غفرانَكَ،

وقال الخطابيُّ: هو بضمِّ الباءِ، وهو: جمعُ خبيثٍ، والخبائثُ: جمعُ خبيثةٍ. فكأنَّهُ استعاذَ من ذُكرانِ الشياطينِ وإناثِهم. وقيل: الخبثُ: الكفرُ. والخبائثُ: الشياطينُ.

(وإذا خرجَ قدَّمَ اليُمنى) لأنَّها أحقُّ بالتقديمِ إلى الأماكنِ الطيبةِ. وكذا في خروجِه من الحمَّامِ والمُغْتَسلِ ونحوِهما.

وفي غيرِ البنيانِ يقدِّمُ يسراه إلى موضعِ جلوسِه، ويمناه عند منصرفِه، مع ما (١) تقدُّمٍ. قاله في "الإقناع" (٢).

وعكسُه: مسجدٌ، وانتعالٌ، ومنزلٌ، ولبسُ نحوِ قميصٍ وخفٍّ وسراويلَ. فيقدِّمُ الأيمنَ على الأيسرِ؛ لما روى الطبرانيُّ في "المعجم الصغير" (٣) عن أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا انتعلَ أحدُكم فليبدأْ باليمنَى، وإذا خلعَ فليبدأ باليسرَى".

(وقالَ: غفرانَك) أي: ويُسنُّ قولُ الخارجِ من خلاءٍ ونحوِه (٤): غفرانَك؛ لحديثِ عائشةَ: كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا خرجَ من الخلاءِ قال: "غفرانَك". رواه الترمذيُّ (٥) وحسنَه. وهو منصوبٌ على المفعوليةِ، أي: أسألُك غفرانَك، من:


(١) سقطت: "ما" من الأصل.
(٢) "الإقناع" (١/ ٢٣).
(٣) أخرجه الطبراني في "الصغير" (٤٨)، وهو عند البخاري (٥٨٥٦)، ومسلم (٢٠٩٧).
(٤) في الأصل: "ونحوه قول".
(٥) أخرجه الترمذي (٧)، وأحمد (٤٢/ ١٢٤) (٢٥٢٢٠). وصححه الألباني في "الإرواء" (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>