للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله الذي أذهَب عنِّي الأذَى وعافاني.

ويُكرهُ في حالِ التَّخلِّي استقبالُ الشمسِ والقمرِ، ومَهَبِّ الرِّيحِ، والكلامُ،

الغَفْرِ، وهو: السَّتْرُ. فلمَّا خَلَصَ مما يُثقلُ البدنَ، سألَ الخلاصَ مما يُثقلُ القلبَ، وهو الذَّنْبُ، لتكْمُلَ الراحةُ.

وسُنَّ له أيضًا أن يقولَ: (الحمدُ للهِ الذي أذهبَ عني الأذى وعافاني) لحديثِ أنسٍ: كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا خرجَ من الخلاءِ يقولُه. رواه ابنُ ماجَه (١). وفي "مصنَّفِ عبدِ الرزاقِ" (٢): أنَّ نوحًا عليه السلام، إذا خرجَ من الخلاءِ كانَ يقولُ (٣): الحمدُ للهِ الذي أذاقني لذتَه، وأبقى فيَّ منفعتَه، وأذهبَ عني أذاه.

(ويُكرَهُ في حالِ التخلي استقبالُ الشمسِ والقمرِ) لما فيهما من نورِ اللهِ تعالى، وقد روي أنَّ معهما ملائكةً، وأن أسماءَ اللهِ مكتوبةٌ عليهما.

(و) يُكره له استقبالُ (مهبِّ الريحِ) لئلا (٤) يَرُدَّ عليه البولَ فينجسَه. أي: مع عدمِ الحائلِ في الجميعِ.

(و) يُكره (الكلامُ) أي: في الخلاءِ ونحوِه، مطلقًا، سواءٌ كان مباحًا في غيرِه كسؤالٍ عن شيءٍ، أو مستحبًّا كإجابةِ مؤذنٍ، أو واجبًا كردِّ سلامٍ. نصًّا، لقولِ ابنِ


(١) أخرجه ابن ماجه (٣٠١). وضعفه الألباني في الإرواء (٥٣).
(٢) لم أجده عند عبد الرزاق، وهو عند ابن أبي شيبة (١/ ١٢)، وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤٤٦٩) من حديث عائشة.
(٣) سقط "كانَ يقولُ" من الأصل، والمثبت من "دقائق أولي النهي" (١/ ٧١).
(٤) سقطت: "لئلا" من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>