للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين ونور السماوات والأرض) (١) قوله الدعاء سلاح المؤمن, فيه تشبيه الدعاء بالسلاح الذي يقاتل به صاحبه العدو, فإن هذا الداعي كأنه بالدعاء يقاتل ما يعتوره من المصائب وما يخشاه من سوء العواقب, وما أفخم الحكم على الدعاء بأنه عماد الدين وبأنه نور السموات والأرض فإن ذلك قد اشتمل على تعظيم لا يقادر قدره ولا يبلغ مداه والعاجز من عجز عن لبس هذا السلاح وترك الاعتماد على هذا العماد ولم ينتفع بهذا النور الذي أنارت به السموات والأرض (٢) , وقال الامام المهدي العباس (٣) بن الحسين رحمه الله:

الدهر يزعم انه سيروعني ... بجيوشه ويزيد في اتراعي

لم يدر دهر انني متجلد ... لخطوبه فليخش هول كفاحي

فالصبر درعي والقناعة جنتي ... والذكر حصني والدعاء سلاحي

وقال اخر:


(١) - الحاكم في المستدرك حديث رقم (١٨١٢) .
(٢) - تحفة الذاكرين ص ٢٣.
(٣) - هو الامام المهدى لدين الله العباس بن الامام المنصور بالله الحسين ابن الامام المتوكل القاسم بن الحسين بن الامام المهدى أحمد بن الحسن بن الامام القاسم بن محمد ولد في سنة ١١٣١ احدى وثلاثين ومائة وألف وقرأ قبل خلافته وبعدها قال الشوكاني في البدر الطالع انه لما مات والد الامام المهدي في سنة ١١٦١ أجمع الناس على صاحب الترجمة فبايعوه واتفقت عليه الكلمة وبايعه من كان خارجا عن طاعة والده كعمه أحمد بن المتوكل وكان اماما فطنا ذكيا عادلا قوى التدبير عالى الهمة منقادا إلى الخير مايلا إلى أهل العلم محبا للعدل مصنفا للمظلوم سيوسا حازما مطلعا على أحوال رعيته باحثا عن سيرة عماله فيهم لا تخفى عليه خافية من الاحوال له عيون يوصلون إليه ذلك وله هيبة شديدة في قلوب خواصة لا يفعلون شيئا الاوهم يعلمون أنه سينقل إليه وبهذا السبب اندفعت كثير من المظالم وكان يدفع عن الرعايا ما ينوبهم من البغاة الذين يخرجون في الصورة على الخليفة وفي الحقيقة لاهلاك الرعية توفاه الله تعالى في شهر رجب سنة ١١٨٩ تسع وثمانين ومائة وألف وأيامه كلها غرر ودولته صافية عن شوائب الكدر وانظر البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - (ج١ / ص٢٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>