للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (١) , ان الإنسان الذي يلجأ الى ربه يكون قد ضفر بخير الدنيا والاخرة, ولكن يجب على الإنسان ان يكون على الدوام متذكرا لربه مستجيبا لاوامره محققا لمعنى العبودية لخالقه في السراء والضراء والشدة والرخاء وليحذر ان يقع في الجحود والنكران لربه, حتى لايكون من الناسين او المسرفين, وفي الذكر الحكيم: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (٢) ويقول وهو العزيز الحكيم: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ} (٣) .

الدعاء يرد القضا

من اراد السلامة في الدنيا والاخرة فعليه بالدعاء, ومن اراد العزة والنصر فعليه بالدعاء, ومن احب العفو والعافية فعليه بالدعاء, فمن فتح له باب الاقبال بخشوع وخضوع وتضرع فقد فتحت له ابواب الاجابة وابواب الرحمة وابواب الجنة, فاذا وجد الإنسان من نفسه النشاط الى الدعاء والاقبال عليه فليستكثر منه فانه مجاب, وان الدعاء لينفع مما نزل من البلاء, ولايرد القدر الا الدعاء, ولايزيد في العمر الا البر فقد ورد في


(١) - سورة البقرة الآية (١٨٦) .
(٢) - سورة يونس الآية (١٢) .
(٣) - سورة فصلت الآية (٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>