للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضاً:

ما أَقبَحَ العِرضَ مَدنُوساً بِفاحِشَةٍ ... يَخُطُّها اللَوحُ أَو يَجري بِها القَلَمُ

وقال بعض الكتاب: " القلم الرديء كالولد العاق", وقالوا: "القلم أحد اللسانين, والعم أحد الأبوين, والتثبت أحد العفوين, والمطل أحد المنعين, وقلة العيال أحد اليسارين, والقناعة أحد الرزقين, والوعيد أحد الضربين, والرواية أحد الهاجيين, والهجر أحد الفراقين, واليأس أحد النجحين, والمزاح أحد السبابين", وقيل: "القلم لسان اليد", وقد فاخر صاحب سيف صاحب قلم, فقال صاحب القلم: انا أقتل بلا غرر وأنت تقتل على خطر, فقال صاحب السيف: القلم خادم السيف فإن بلغ مراده وإلا فإلى السيف معاده, أما سمعت قول أبي تمام (١) :

السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ ... في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ

أما الصنوبري (٢) فهو يقول:

ما كنتُ أحسَبُ أنَّ الخِنجَرَ القَلَمُ ... مِنْ قبلِ هذا ولا أنَّ المِدادَ دَمُ


(١) - حبيب بن أوس بن الحارث الطائي, (١٨٨-٢٣١هـ/٨٠٣-٨٤٥ م) , أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها, كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع, في شعره قوة وجزالة، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني, نشأ في دمشق وعمل حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية, وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
(٢) - أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي أبو بكر, المتوفى سنة ٣٣٤ هـ٩٤٥م, شاعر اقتصر في أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار, وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة تنقل بين حلب ودمشق وجمع الصولي ديوانه في نحو ٢٠٠ورقه وجمع الشيخ محمد راغب الطباخ ما وجده من شعره في كتاب سماه (الروضيات-ط) صغير, وفي كتاب (الديارات-ط) للشابشتي زيادات على ما في الروضيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>