للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (١) , إن هذا الاعتقاد والإيمان بالقدر يشجع المؤمن على الترقي في حياته الدينية والدنيوية, فـ {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} (٢) .

فقانون القدر الذي أخبر الله تعالى عنه في كتابه يعلمنا أن من آمن وعمل صالحاً رفعه الله, {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} (٣) , وقال جل شأنه: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً} (٤) .

قال أبو العلاء المعري:

اِنفَرَدَ اللَهُ بِسُلطانِهِ ... فَما لَهُ في كُلِّ حالٍ كِفاء

وله في إبداع الله وقدرته:

وَبَدائِعُ اللَهِ القَديرِ كَثيرَةٌ ... فَيَحورُ فيها لُبُّنا وَيَحارُ

وقال أيضاً في قدرة الله:

وَقُدرَةُ اللَهِ حَقٌّ لَيسَ يُعجِزُها ... حَشرٌ لِخَلقٍ وَلا بَعثٌ لأَمواتِ

ومن شعر الحكمة لأبي العلاء المعري في لزوم ما لا يلزم:

إِذا كُنتَ لا تَسطيعُ دَفعَ صَغيرَةٍ ... أَلَمَّت وَلا تَسطيعُ دَفعَ كَبيرِ

فَسَلِّم إِلى اللَهِ المَقاديرَ راضِياً ... وَلا تَسأَلَن بِالأَمرِ غَيرَ خَبيرِ

أما أبو نواس فإنه يقول في القضاء والقدر:

لَيسَ لِلإِنسانِ إِلاّ ... ما قَضى اللَهُ وَقَدَّر

لَيسَ لِلمَخلوقِ تَدبيـ ... ـرٌ بَلِ اللَهُ المُدَبِّر


(١) - سورة الرعد الآية (١١) .
(٢) - سورة فصلت الآية (٤٦) .
(٣) - سورة الأنبياء الآية (٩٤) .
(٤) - سورة الأحزاب الآية (٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>