للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه، وكان لا يترفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس، ويخدم من خَدَمَه، ولم يقل لخادمه أف قط، ولم يعاتبه على فعل شيء أو تركه، وكان يحب المساكين ويجالسهم، ويشهد جنائزهم، ولا يحقر فقيراً لفقره, كان في بعض أسفارة فأمر بإصلاح شاة، فقال رجلٌ: علي ذبحها، وقال آخر: علي سلخها، وقال آخر علي طبخها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (وعلي جمع الحطب) ، فقالوا: نحن نكفيك, فقال: (قد علمت أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه) , وقام وجمع الحطب. (١) قال الشاعر:

وَما المَرء إِلا بِإخوانِهِ ... كَما يَقبض الكَفُّ بِالمعصمِ

وَلا خَير في الكَفِّ مَقطوعَةً ... وَلا خَير في الساعد الأَجزمِ

ومن آداب السفر الاستخارة قبل العزم ففي الحديث: (من سعادة ابن آدم رضاه بما يقضى الله واستخارة الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما يقضى الله وتركه استخارة الله ومن سعادة ابن آدم ثلاث ومن شقوته ثلاث فمن السعادة المرأة الصالحة والمركب الصالح والمسكن الصالح ومن شقوته المرأة السوء والمركب السوء والمسكن السوء) (٢) , ويا حبذا الاستشارة ففي الحديث: (ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار) (٣) .


(١) - الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري, ج١ص٤٧٨.
(٢) - انظر جمع الجوامع والجامع الكبير للسيوطي ج١ص٢١٨٠٣.
(٣) - المعجم الصغير تأليف العلامة المحدث سليمان بن احمد بن أيوب, أبو القاسم الطبري, ج٢ص١٧٥ حديث (٩٨٠) , الناشر: المكتب الاسلامي بيروت الطبعة الأولى ١٤٠٥هـ١٩٨٥م. ومسند الشهاب محمد بن سلامة بن جعفر أبو عبد الله القضاعي ج٢ص٧ حديث (٧٧٤) , تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي, الناشر: مؤسسة الرسالة, الطبعة الثانية ١٤٠٧هـ١٩٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>