للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كلام بعض الشعراء التمقت من محاربة من لا مال له ونعت صاحب المال بالشرف:

أرى الناس للصعلوك (١) حرباً ولا أرى ... لذي نشب إلا خليلاً مصافياً

أرى المال يغشى ذا الوصومِ (٢) فلا ترى ... ويدعى من الأشراف من كان غانياً (٣)

ولعقيل بن علفة:

إني ليحمدني الخليل إذا اجتد مالي ... ويكرهني ذوي الأضغانِ

وأبيت تخلجني (٤) الهموم كأنني ... دلو السقاة تمد بالأشطانِ (٥)

وأعيش بالبلل (٦) القليل وقد أرى ... أن الرموس مصارع الفتيانِ

ولقد علمت لئن هلكت ليذكرن ... قومي إذا عكف النجي مكاني (٧)


(١) - الصعلوك: الفقير وهو القرصوب والسبروت.
(٢) - الوصوم: العيوب
(٣) - غانيا: أي غنياً ومعنى ذا غنى, أورد هذين البيتين الشريف المرتضى لبعض الشعراء ولم يسمية, وانظر: أمالي العلامة الشريف المرتضى: (٣٥٥ - ٤٣٦ هـ/ ٩٦٦ - ١٠٤٤م) علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم. من أحفاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد. وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي. له تصانيف كثيرة منها (غرر الفرائد ودرر القلائد -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و (الشهاب بالشيب والشباب -ط) ، و (تنزيه الأنبياء -ط) و (الانتصار -ط) فقه، و (تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و (ديوان شعر -ط) . ص٣٧١, الطبعة الثانية, الناشر: دار التكاب العربي بيروت.
(٤) - تخلجني: أي تشغلني كذا ذكره صاحب اللسان واستشهد بالبيت.
(٥) - الأشطان: الحبال
(٦) - البلل في الأصل: ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيره.
(٧) - الشاعر يصف نفسه بحفظ الأسرار, فكأنه يقول إذا مت والناس يناجون غيري فيفشى أسرارهم فيذكرني عند ذلك ويذكر مكاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>