للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الإمام علي رضي الله عنه:

دَليلُكَ أَنَّ الفَقرَ خَيرٌ مِنَ الغِنى ... وَأَنَّ القَليلَ المالِ خَيرٌ مِنَ المُثري

لِقاؤُكَ مَخلوقاً عَصى اللَهَ لِلغِنى ... وَلَم تَرَ مَخلوقاً عَصى اللَهَ لِلفَقرِ

وفي الذكر الحكيم: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} (١) , ومع ذلك فإن كثيرا من الناس يكرمون الغني ويهينون الفقير, وتلك نظرة غير انسانية, فالعاقل لا يتبعها , وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: ملعون من اكرم بالغناء واهان بالفقر.

والمؤمن لايكرم الامن اكرمة الله فلا تتلفت الى من يجردون الانسان من قيمه واخلاقه ويعظمونه لكثرة ماله اخذا بالاعراف الفاسدة والثقافة المادية الهابطة , قال الشاعر:

ارى الناس للصعلوك حربا ولا ارى ... لذي نشب الا خليلا مصافيا

ارى المال يغشى ذا الوصوم فلا تُرى ... ويدعى من الاشرار من كان غانيا

قال الشريف المرتضى: الصعلوك الفقير , وهو القرصوم والسبروت (٢) .قلت

والفقر ضد الغنى فاذا اصبح الإنسان محتاجا وليس له ما يكفيه كان فقيرا

وليس الفقر محببا لدى الإنسان فإذا ابتليت به فاصبر واسع الى كسب المال من الحلال فإن الذي اعطى الاغنياء سيغنيك وقد قيل ان اقرب الناس الى


(١) - سورة الفلق (٦) .
(٢) -انظر غرر الفوائد ودرر القلائد ج ١ ص (٣٧١) الطبعة الثانية دار الكتاب العربي بيروت

<<  <  ج: ص:  >  >>