للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاترهبن الفقر ما عشت في غدٍ ... لكل غدٍ رزق من الله واردُ

وقال اخر:

ان المقاسم ارزاق مقدرة ... بين العباد فمحروم ومدخرُ

فما رزقت فإن الله جالبه ... وما حرمت فما يجري به القدرُ

فإن كنت غنيا فلا تسع الى قطع ارزاق الناس فإن قطع الارزاق من قطع الاعناق , ولاتكن حريصا فإن الارزاق قد قسمت , قال ابن زريق البغدادي:

والحرص في الرزق والارزاق قد قسمت ... بغي الا ان بغي المرء يصرعه

ولا يخيفنك الفقر فإن بعد الفقر غنى , وبعد الشدة فرج , وفي امثال العرب: لكل صباح صبوح , ولكل عشاء غبوق , ولكل غدٍ طعام , فلا تحرص ولا تيأس , ولا تطمع فيما ايدي الناس , فإن الحرص ذل عاجل , والطمع فقر حاضر , وقيل: الطمع الكاذب فقر حاضر , وقيل: في الطمع المذله للرقاب , ورب طمع ادنى الى عطب , واكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع , ورب اكلة تمنع اكلات , وفي الحديث (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) (١) , ورحم الله ابا العتاهية حيث يقول:

واذا طمعت لبست ثوب مذلة ... إن المطامع معدن الاذلال

وقال اخر

لاخير في طمع يدني الى طبع ... وغفة من قوام العيش تكفينيِ

كم من فقير غني النفس تعرفه ... ومن غني فقير النفس مسكينِ

فتجنب الطمع وخذ ما طف لك واستطف , وفي امثال العرب: خير الغنى القنوع والقناعة كنز لايفنى والقناعة مال لاينفد , وقيل من لم يقنع باليسير لم يكتف بالكثير , ويكفيك من الزاد مابلغك المحل (٢)

وقال الشاعر:

حسب الفتى من عيشه ... زاد يبلغه المحلا

خبز وماء بارد ... والظل حين يريد ظلا

وقال اخر:

هي القناعة فالزمها تعش ملكا ... لولم يكن لك منها الاراحة البدن

ونظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير القطن والكفن

اما عمرو بن مالك الحارثي فهو يقول:

الحرص للنفس فقر والقنوع غنى ... والقوت إن قنعت بالقوت يكفيها

والنفس لو ان مافي الارض حيز لها ... ما كان إن هي لم تقنع بكافيها

الغني المغني الرزاق من اسماء الله الحسنى

اسم الله الغني ورد ذكره في القران {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} (٣) , وقال جل شانه مثبتا كونه مغنيا {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} (٤) , وقال سبحانه {يَا أَيُّهَا


(١) - المستدرك للحاكم حديث رقم (٢٨٨٩)
(٢) - معجم كنوز الامثال ص (٦٩)
(٣) - سورة الانعام آية (١٣٣)
(٤) - سورة النجم آية (٤٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>