للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (١) , وقال جل شانه {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٢) , وقال عظمت حكمته {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٣) , والرزاق صفة مبالغة للدلالة على الكثرة , فإذا جاء اسم الله عز وجل بصيغة المبالغة فمعنى ذلك انه يرزق العباد مهما كثر عددهم, ويرزق الواحد منهم رزقا وفيرا اذا شاء وبلا حدود , اما على مستوى مجموع المرزوقين ,واما على مستوى الرزق , فهو يرزق كل العباد كما يرزق العبد الواحد واذا اعطى ادهش (٤) , وقال الحليمي هو الرزاق رزقا بعد رزق والمكثر الموسع له , وقال الخطابي الرزاق هو المتكفل بالرزق , والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها (٥)

اما رزق الله لعباده فإنه يقع على نوعين عام وخاص فالعام إيصاله لجميع الخليقة جميع ما تحتاجه في معاشها وقيامها، فسهل لها الأرزاق، ودبرها في أجسامها، وساق إلى كل عضو صغير وكبير ما يحتاجه من القوت، وهذا عام للبر والفاجر والمسلم والكافر، بل للآدميين والجن والملائكة والحيوانات كلها. وعام أيضاً من وجه آخر في حق المكلفين، فإنه قد يكون من الحلال


(١) - سورة هود آية (٦)
(٢) - سورة العنكبوت آية (٦٠)
(٣) - سورة البقرة آية (٢١٢)
(٤) - موسوعة اسماء الله الحسنى ج ١ ص ٢٧٥
(٥) - الاسماء والصفات للبيهقي ص ٦٦ والجامع لاسماء الله الحسنى ص ١٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>