للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يغرك اختلاف المسميات, فالملك هو من ملك إدارة شئون الأمة, وملك إصدار قرار تعيين الوزراء والولاة وعزلهم, سواءً كان شكل النظام ملكياً أو جمهورياً, فالمسئولية ملقاة على عاتق من يملكون القرار, فإن سودوا أهل الفضل والمعرفة والكفاءة سادوا ودامت رئاستهم, واستقامت ممالكهم, وإن فسد وزراؤهم فسدت ممالكهم, وذهب ملكهم, واضطرب أمرهم, وسادت الفوضى بلدانهم, وعم الفساد ممالكهم, وقد جاء في شعر الأفوه الأودي (١) :

البيت لا يبتني إلا على عمد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتادُ

فإن تجمع أوتاد وأعمدة ... وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا

إذا تولى سراة القوم أمرهم ... نما على ذاك أمر القوم وازدادوا

تلقى الأمور بأهل الرأي قدصلحت ... وإن تولت فبالأشرار تنقادُ

كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر ... لهم عن الرشد أغلال وأقيادُ (٢)

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه, وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه) (٣) .


(١) - صَلاءة بن عمرو بن مالك، أبو ربيعة، من بني أود، من مذحج, شاعر يماني جاهلي، لقب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان, كان سيد قومه وقائدهم في حروبهم وهو أحد الحكماء والشعراء في عصره.
(٢) - انظر: الأمالي لعلي بن إسماعيل القالي ج٢ص٢٢٥ , منشورات دار الآفاق الحديثة بيروت, والعقد الفريد ج١ص١١, وروضة العقلاء ص٤٣٣.
(٣) - رواه أبو داود في سننه كتاب الفيء والإمارة باب اتخاذ الوزير, حديث (٢٩٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>