للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شكرت فإن الشكر حظ من التقى ... وما كل من أوليته نعمة يقضي (١)

وقد رأى بعض الشعراء أن محاولة الزيادة عند الله والناس لا تكون إلا بالشكر, لأن الناس لا يحمدون من لا يحسن إليهم فقال:

الناس أكيس من أن يحمدوا أحداً ... حتى يروا عنده أثار إحسان (٢)

غير أن هناك من يرى أن من الناس من لا يحمدُ الفضل فزهده ذلك في فعل الخير فقال:

يُزَهِّدُني في كلِّ خيرٍ فَعَلتُه ... إلى الناس ما جَرَّبتُ من قِلَّةِ الشُّكرِ (٣)

وقال احمد شوقي:

لا تَمنَحِ المَحبوبَ شُكرَكَ كُلَّهُ ... وَاِقرِن بِهِ شُكرَ الأَجيرِ المُجهَدِ

أما المتنبي فهو يقول:

إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِناقِصٍ ... عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ

وفي الحديث النبوي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إذا أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا) (٤) .


(١) - الأمالي لأبي علي القالي ج١ص٣٠.
(٢) - هذا البيت للشاعر عبد الملك الحارثي من قصيدة مطلعها:
يا أُختَ كِندَةَ عافي شُربَ عُثمانِ ... وَأَزمِعي لِبَني عَوفٍ بِهِجرانِ
(٣) - هذا البيت ليحيى بن طالب, وقد ورد مستشهداً به في: الأمالي لأبي علي القالي ج١ص١٢٣ , وعيون الاخبار لابن قتيبة ج٣ص١٦٢ , والموسوعة الشعرية ص٤١٠.
(٤) - رواه الترمذي في البر باب ما جاء في الإحسان والعفو حديث (٢٠٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>