للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ذلك قول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} (١) ، وأما قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٢) ، فليس بوصف لواحد بعينه وإنما المراد الجنس (٣) . وقد تكلم الناس في الحمد والشكر، هل هما بمعنى واحد أو هما بمعنيين، فذهب الطبري والمبرد إنهما بمعنى سوى.

والصحيح أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق أحسان، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان، هذا قول علماء اللغة، فالله سبحانه يُحمد على ما وجب له من صفات الجلال الكمال ونزاهة ذاته المقدسة عن كل نقص، ويُشكر على ما أسداه من معروف، فالشكر مقابلة المنعم على فعله بثناء عليه، وقبول لنعمه واعتراف بها، فيكون شكوراً على هذا بمعنى مشكوراً، وقيل الشكر الاعتراف بنعمة المنعم على سبيل الخضوع، وقيل ان حقيقة الشكر الاعتراف بالتقصير في الشكر للمنعم ولهذا قال تعالى: {اعملوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٤) ، أي طلباً للمزيد، فقال داود: الهي كيف أشكرك وشكري نعمة منك؟ فقال الآن عرفتني يا داود إذ عرفت ان الشكر مني نعمة (٥) .


(١) - سورة الإسراء (٣) .
(٢) - سورة سبأ (١٣) .
(٣) - الجامع لأسماء الله الحسنى ص (١٧٢) .
(٤) - سورة سبأ (١٣) .
(٥) - الجامع لسماء الله الحسنى ص (١٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>