للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجهل أضر الأصحاب, والذم أقبح الأثواب, والجاهل من جهله في إغواء, ومن هواه في إغراء, فقوله سقيم, وفعله ذميم, ودولة الجاهل عبرة للعاقل, وقديماً قيل: "عالم معاند خير من جاهل مساعد", و"الجهل بالفضائل من أقبح الرذائل".

والجهل يضع والعلم يرفع, قال الشاعر:

العلم يرفع بيت لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرف (١)

ولله در القائل:

فيا عجباً لمن ربيت طفلاً ... ألقمه بأطراف البنان

أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني

أعلمه الفتوة كل وقت ... فلما طر شاربه جفاني

وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافيةً هجاني (٢)

الفتيا بغير علم إثم

جاء في محكم الذكر: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (٣) , وجاء في السنة النبوية: (مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ) (٤) , ولصفي الدين الحلي (٥) :


(١) - جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب تأليف السيد أحمد الهاشمي, ص٧٠٠ , الناشر: مكتبة المعارف, بيروت, طبعة جديدة محققة ومنقحة أشرف على تصحيحها لجنة من الجامعيين, والموسوعة الشعرية ص١٢٨.
(٢) - رويت هذه الأبيات لمعن بن أوس وللبيد وقيل غير ذلك , وانظر: الموسوعة الشعرية ص١٢٥, ومجمع الأمثال للميداني , وأدب الدنيا والدين.
(٣) - سورة الأعراف الآية (٣٣) .
(٤) - أخرجه أبو داود سليمان الاشعث السجستاني الأزدي, في سننه باب التوقي في الفتيا حديث (٣٦٥٧) .
(٥) - عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي, شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق, انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد, له (ديوان شعر) ، و (العاطل الحالي) : رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي) ، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور) ، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء) ، و (الخدمة الجليلة) ، رسالة في وصف الصيد بالبندق.

<<  <  ج: ص:  >  >>