للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه سلامة المسلمين من يده ولسانه, حسن معاملته لإخوانه, وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري أنه قال: (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) (١) .

فحفظ اللسان إلا فيما ينفع من علامات الإيمان, فاللسان أملك شيء للإنسان, فإذا حفظ الإنسان لسانه وصان نطقه وكلامه عن اغتياب الناس نجا, وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي: (إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) (٢) , وجاء في كلام بعض الشعراء:

لِسانُ الفَتى نِصفٌ وَنِصفٌ فُؤادُهُ ... فَلَم يَبقَ إِلا صورَةُ اللَحمِ وَالدَمِ

وفي الأمثال السائرة: "من أساء فعلى نفسه اعتدى, ومن طال تعديه كثرت أعاديه", وقيل: "من ساء كلامه لم يأمن أبداً, ومن حسن كلامه لم يخف أحداً, ومن طال عدوانه زال سلطانه, ومن ظلم نفسه ظلم غيره, ومن أساء اجتلب البلاء, ومن أحسن اكتسب الثناء, وشر الأقوال ما أجلب الملام, وشر الآراء ما خالف الشريعة, وأقبح الكلام ما كان غيبة أو نميمة".


(١) - أخرجه البخاري في صحيحه باب أي الاسلام أفضل حديث (١١) , ومسلم في صحيحه باب تفاضل الإسلام وأي أموره حديث (٤١) .
(٢) - أخرجه الترمذي في سننه باب ما جاء في حفظ اللسان حديث (٢٤٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>