للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن البصري رحمه الله, من نقل اليك حديثا, فاعلم انه ينقل الى غيرك حديثك.

ولله در النابغة الذيباني حيث يقول:

لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي خِيانَةً ... لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَكذَبُ (١)

أما أبو الأسود الدؤلي فهو يقول:

لا تُبدِيَنَّ نَميمَةً حُدِّثتَها ... وَتَحَفَّظَنَّ مِن الَّذي أَنباكَها

إن الذي أهدى إليك نميمة ... سينم عنك بمثلها قد حاكها

وقال آخر:

تمشيت فينا بالنميمة وإنما ... تفرق بين الأصفياء النمائم

ومما نسب إلى سليمان بن داود عليهما السلام أنه قال لابنه: "يا بني إياك والنميمة فإنها أحد من السيف".

وقال أبو حاتم رحمه الله: "الواجب على الناس كافة مجانبة الأفكار في السبب الذي يؤدي إلى البغضاء والمشاحنة بين الناس, والسعي فيما يفرق جمعهم ويشتت شملهم, ولا يقبل سعاية الواشي بحيلة من الحيل لعلمه بما يرتكب الواشي من الإثم في العقبى بفعله". (٢)


(١) - ديوان النابغة الذيباني ص٢٧, والموسوعة الشعرية ص٢٩٦. والنابِغَة الذُبياني: هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة (١٨ق. هـ/٦٠٥م) , شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة. كان حظياً عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمناً. ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه. شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو. عاش عمراً طويلاً.
(٢) - روضة العقلاء ص١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>