قَد كَفاني عِلمُ رَبّي.....مِن سُؤالي وَاِختِياري
لَم أَزَل بِالبابِ واقِفْ ... فَأَدِم رَبّي وُقوفي
وَبِوادي الفَضلِ عاكِفْ ... فَأَدِم رَبّي عُكوفي
وَلِحُسنِ الظَنِّ لازِمْ ... وَهوَ خِلّي وَحَليفي
وَأَنيسي وَجَليسي ... طولَ لَيلي وَنَهاري
قَد كَفاني عِلمُ رَبّي ... مِن سُؤالي وَاِختِباري
حاجَةً في النَفسِ رَبّي ... فَاِقضِها يا خَيرَ قاضي
وَأَرِح سِرّي وَقَلبي ... مِن لَظاها وَالشَواظِ
في سُرورٍ وَحُبورِ ... وَإِذا ما كُنتُ راضي
فَالهَنا وَالبَسطُ حالي ... وَشِعاري وَدِثاري
قَد كَفاني عِلمُ رَبّي ... مِن سُؤالي وَاِختِياري (١)
والعاقل يعرف بان الله يعلم ويرى فهو يراقب الله في كل حركاته وسكناته وفي جميع أقواله وأفعاله، وهو يستشعر عظمة الله فيرجوه ويخافه ويفرده بالدعاء والاستغاثة ويطلب منه العون ويسأله من خير الدنيا والآخرة، فهو سبحانه بيده العطاء والمن، وفيه الرغبة ومنه الرهبة.
(١) - هذه الأبيات للعلامة الحداد (١٠٤٤-١١٣٢هـ/١٦٣٤-١٧٢٠م) عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي. فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم, كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي. له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و (الدعوة التامة والتذكرة العامة) ، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي) ، و (المسائل الصوفية) , وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد) . وانظر ديوانه المسمى الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم, ص٢٥٦, الناشر: مؤسسة عبد الحفيظ البساط بيروت لبنان الطبعة الثانبة ١٤٢١هـ.