للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونصف شكر (١) ، ومن قهر نفسه عن دواعي الهوى ظفر، وذكر بعض العلماء أن الصبر ينقسم باعتبار حكمه إلى فرض ونفل ومكروه.

فالصبر عن الوقوع في المحظورات فرض وكذلك الصبر على أداء الواجبات، وعلى المكاره نفل، والصبر على الأذى المحظور محظور، كمن تقطع يده وهو ساكت والصبر المكروه هو الصبر على الأذى يناله بجهة مكروهه في الشرع (٢) ، فليس من معاني الصبر المحمود الخضوع والتسليم لأمر يحضره الشرع، وعدم إنكار المعاصي، فإذا كان هناك من يريد مراودة اهلك فترى ذلك وتسكت على ما يجري فهذا الصبر محرم، وإنما الصابر الذي ينكر المنكر، ويصبر على ما أصابه بسبب إنكاره للمنكر، ... وفي الذكر الحكيم ما حكاه الله عن لقمان الحكيم {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (٣) ، والمؤمن يظهر الحق، ويجتهد في الطاعة، ويصبر على امتثال ما أمر الله به ورسوله، ويوصي نفسه بإتباع الحق كما يوصي غيره به, وصدق الله حيث يقول {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٤) .


(١) - انظر هامش الترغيب والترهيب للمنذري ج (٤) ص (٣٠٤) , طبعة دار التراث العربي بيروت ١٣٨٨هـ/١٩٦٨م.
(٢) - هامش الترغيب والترهيب للمنذري ج (٤) ص (٣٠٤) .
(٣) - سورة لقمان (١٧) .
(٤) - سورة العصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>