للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمصانع، وكافة المؤسسات والمنتديات، والجمعيات والنقابات، فبالصدق ترد الحقوق، وبالصدق تحصل الثقة بين الناس، وبالصدق تزدهر الحياة، والصدق من ارفع الصفات الإنسانية، واقوي الدعائم التي يقوم عليها أي مجتمع ينشد فلاحاً ونجاحاً، ولما يتبوؤه الصدق من المكانة الرفيعة، والخلق الحميد، فقد دعاء الله المؤمنين للتخلق به فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (١) .

والصادق هو الله جل وعلا, نطق به القران اسماً وفعلاً للمولى تبارك وتعالى, فقد جاء في سورة الأنعام: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ} (٢) ، وقال سبحانه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً} (٣) ، وقال تبارك اسمه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً} (٤) ، والصدق وعد الله، والصدق كلام الله, والصدق صفة من صفات النبيين والمؤمنين، ومن لزم الصدق وتحلى به ظفر وغنم.

بالصدق تعمر الديار, وتصح الأخبار, وتدار المصانع, وتزدهر الحياة, وتحصل النجاة, ويرتفع قدر الإنسان, وتتعزز الثقة بين الاخوان, ويثمر التعاون, ويقوم العدل, ويعم الخير, ويكثر النفع, وتتطور البلاد.

والعاقل لا يختار في إدارة الأعمال الهامة إلا أهل الصدق, قال الشاعر:

لَيسَ بِالأَمرِ جَديراً ... كُلُّ مَن أَلقى خِطابا


(١) - سورة التوبة (١١٩) .
(٢) - سورة الأنعام (١٤٦) .
(٣) - سورة النساء (٨٧) .
(٤) - سورة النساء (١٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>