عليك بالصدق وان قتلك, ولأن يضعني الصدق - وقلما يضع- أحب الي من ان يرفعني الكذب- وقلما يفعل- وقال بعض الحكماء: الصدق منجيك وإن خفته, والكذب مرديك وإن امنته. وقال الشاعر:
عليك بالصدق في كل الأمور ولا ... تكذب فأقبح ما يزري بك الكذب
وقال الجاحظ رحمة الله: الصدق والوفاء توأمان, والحلم والصبر توأمان فيهن تمام كل دين, وصلاح كل دنياء, وأضدادهما سبب كل فرقة, وأصل كل فساد. قال الشاعر:
ما أحسن الصدق في الدنيا لقائله ... وأقبح الكذب عند الله والناس
أما احمد شوقي فهو يرى أن الإنسان لا يكون صادقاً في قوله حتى يصدقه فعله وذلك حيث يقول:
وَالمَرءُ لَيسَ بِصادِقٍ في قَولِهِ ... حَتّى يُؤَيِّدَ قَولَهُ بِفِعالِهِ
وفي السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:(عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)(١) .
(١) - أخرجه مسلم في صحيحه باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله حديث (٢٦٠٧) .