للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن بعض الشعراء يرى غلبة الخَلق على التخلق, والطبع على التطبع, وفي ذلك يقول محمد الاشبيلي:

وكل إلى طبعه عائد ... وإن صده المنع عن قصده

كذا الماء من بعد اسخانه ... يعود سريعاً إلى برده

ويرى آخر أن من شب على شيء شاب عليه وأن الشيخ لا يترك أخلاقه حتى يوارى في ثرى رمسه فيقول:

وَالشَيخُ لا يَترُك اِخلاقه ... حَتّى يُواري في ثَرى رمسه (١)

ولابن بسام الشنتريني:

يا أَيُّها المُتَحَلِّي غَيرَ شِيمَتِهِ ... إِنَّ التَخَلُّقَ يَأتي دُونَهُ الخُلُقُ (٢)

وقال آخر:

إذا ما طلبت شيمةً غير شيمةٍ ... طبعت عليها لم تجبك الطبائع

أما ذو الأصبع العدواني فهو يقول:

كُلُّ اِمرِئٍ صائِرٌ يَوماً لِشيمَتِهِ ... وَإِن تَخَلَّقَ أَخلاقاً إِلى حينِ

وقال آخر:

ارجع إلى خلقك المعروف ديدنه ... إن التخلق يأتي دونه الخُلق

أما اسحاق الخريمي فهو يقول:

الناسُ أَخلاقُهُم شَتّى وَإِن جُبِلوا ... عَلى تَشابُهِ أَرواح وَأَجسادِ


(١) - البيت ينسب لصالح بن عبد القدوس.
(٢) - ورد هذا البيت في الذخير في محاسن أهل الجزيرة لابن بسان الشنتريني.

<<  <  ج: ص:  >  >>