للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (١)

فالتوكل على الله يعني تفويض الامر والاعتماد عليه والثقة به, وعدم الركون التام إلى الاسباب الدنيوية والغفلة عن خالقها ومدبرها الذي يمنح القوة والعون والذي بيده الضر والنفع والمنع والعطاء

قال الشاعر:

وما دابّةٌ إلاَّ على الله رزقُها ... وخاب الذي من غيره يبتغي الرفدا

وكيف يُذِلّ المرء نفساً لِلُقمةٍ ... يحاولها من مِثله يَبذل الجهدَا

ولو أخلصُوا حق التوكل صادفوا ... بلا سبب رزقاً من الله ممتدّا

ولكن على الآلاتِ والخلقِ عوّلوا ... فجاء لأجل الخلق رزقهم كدَّا

وخاتمةُ الأمر الخلاصُ فمن حَظِي ... به منحةً يستوجب الفوز والحمدا (٢)

وفي الحديث النبوي الشريف: ان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا (٣)

وقال الشاعر:

تَوَكَّل عَلى اللَّهِ العَظيمُ جَلالُهُ ... وَسَلِّم إِلَيهِ الأَمرَ تَسلَمْ وَتغنَمِ

أَلَم تَكُنِ الأَسبابُ مَخلوقَةً لَهُ ... وَهَل خالِقٌ غَيرُ العَليمِ المُعَظَّمِ


(١) - اخرجه البخاري في صحيحه باب ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم حديث رقم (٤١٩٧) .
(٢) - هذه الابيات لابن شيخان السالمي.
(٣) - اخرجه الترمذي باب في التوكل على الله حديث رقم (٢٢٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>