للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والزكاة, وعموم خطاب الآية الكريمة هو من الوجوب الشمولي في الأمة. فمفهوم الأمر جاء بطبيعة الخبر والمدح وهو أعظم من الأمر الصريح عند البيانيين من علماء اللغة الذين قرروا أن طرق الأمر الحتمي في اللغة تصل إلى ثمانية وعشرين وجهاً (١) . وجاء في السنة النبوية ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال (الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ) (٢) وفي لفظ لابن ماجه (إِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ) (٣) وقال حكيم: المشورة موكل بها التوفيق لصواب الرأي, وفي امثال العرب اول الحزم المشورة, قال حافظ ابراهيم:

يا رافِعاً رايَةَ الشورى وَحارِسَها ... جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عَن مُحِبّيها

رَأيُ الجَماعَةِ لا تَشقى البِلادُ بِهِ ... رَغمَ الخِلافِ وَرَأيُ الفَردِ يُشقيها

وقال اخر:

شاور أخا الحزم إن تُدهى بمشكلة ... فالمستبدون لا يخلون من نَدَمِ

ليس التفرُّد بالآراء ممتدحاً ... ولو تفرَّد مبدي الرأَي بالحِكمِ

فالحزم بالرأي أن تُبدى مشاورةً ... إلى الثقاة أولي الإرشاد والهممِ

إن يشكل الأمر شاور من بهِ ثقةٌ ... ديناً ورشداً فتأَمن زلة القَدَمِ

واحذر مشاورة الملَّاق إن بها ... افشاءَ سرٍّ وَما يلقيك بالعَدَمِ

كَما الوجوب على المرء المشير بأن ... يبدي اتباعاً لأمر الدين والذممِ


(١) - انظر مولفنا الشورى في الشريعة الاسلامة دراسة مقارنة بالديمقراطية والنظم القانونية ص (٩-١٠) , الناشر مكتبة الارشاد صنعاء الطبعة الاولى ١٤٢٨هـ ٢٠٠٧.
(٢) - اخرجه ابو داود في سننه باب في المشورة حديث رقم (٤٤٦٣) وابن ماجه باب المستشار مؤتمن حديث رقم (٣٧٣٥) والترمذي في سننه باب ان المستشار مؤتمن حديث رقم (٢٧٤٧) .
(٣) - اخرجه ابن ماجه حديث رقم (٣٧٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>