للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسباب النصر على أعدائها, حقق المسلمون بها انتصاراتهم على أعدائهم وأضحوا سادة الأمم بعد أن كانوا رعاة الشاء والغنم. (١)

قلت: وليس ذلك فحسب وإنما حققوا بها العدالة وحصل لهم بها المودة والألفة وقد أحسن بشار بن برد في قوله:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي لبيب أو نصيحة حازم

ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ... فريش الخوافي تابع للقوادم (٢)

وقال أخر:

خليلَيَّ ليس الرأي في صدر واحد ... أشيرا علي اليوم ما تريانِ (٣)

وفي الأثر: ما سعد أحد برأيه ولا شقي عن مشورة غيره.

وإذا كانت الشورى من الأهمية بذاك المكان، فإنها ليست قصراً على شؤون الحكم والسياسة، وإنما تشمل كل ما لم يرد فيه نص قطعي من الأمور العامة والخاصة وكل ما فيه صلاح للأمة والأسرة. وكل ما فيه رعاية مصلحة أو دفع مفسدة، فقد أرشد القرآن الكريم إلى التشاور في ذلك حتى في فطام الرضيع وفصله عن ثدي أمه، قال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ


(١) - د. محمد عبد القادر أبو فارس: النظام السياسي في الإسلام ص٧٦ دار الفرقان- عمان - الأردن ١٩٨٦م.
(٢) - ولهذين البيتين رواية أخرى وردت في الموسوعة الشعرية وهي:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي حكيمٍ أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... مكان الخوافي قوة للقوادم.
وهناك رواية ثالثة وردت في ديوان بشار المطبوع في لبنان سنة ١٤١٣هـ , جاء فيها:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي لبيب أو مشورة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادم.
والجميع من حيث المعنى والوزن والروية صحيح.
(٣) - ورد هذا البيت مستشهداً به في الامالي لأبي علي اسماعييل بن القاسم القالي, ج١ص٤٤ , وفي الموسوعة الشعرية. للكاتب والاديب والواعظ والخطيب بدر بن عبد الله بن عبد الكريم الناصر ص١٤٥ , الطبعة الأولى ١٤٢٦هـ٢٠٠٦م, دار العاصمة بالمملكة العربية السعودية الرياض ص٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>