للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلَّهِ كَثِيرًا سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ قَالَ فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي (١)

والحكيم له عدة معان منها: حكيم على وزن فعيل, بمعنا مفعل, تقول جرح اليم بمعنى مؤلم, فحكيم بمعنا محكم, ومعنا المحكم المتقن والله جل وعلا حكيم في خلقه وتقديره وحكيم في جميع اقواله وافعاله, وقال ابن جرير الحكيم الذي لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل: وقال في موضع: حكيم فيما قضى بين عباده من قضاياه (٢) وقال الامام ابن كثير: الحكيم في افعاله واقواله فيضع الاشياء في محلها بحكمته وعدله.

وقَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الْحَكِيمِ: الَّذِي لا يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ إِلاَّ الصَّوَابُ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ بِذَلِكَ لأَنَّ أَفْعَالَهُ سَدِيدَةٌ، وَصُنْعَهُ مُتْقَنٌ، وَلا يَظْهَرُ الْفِعْلُ الْمُتْقَنُ السَّدِيدُ إِلاَّ مِنْ حَكِيمٍ، كَمَا لا يَظْهَرُ الْفِعْلُ عَلَى وَجْهِ الاخْتِيَارِ إِلاَّ مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ قَدِيرٍ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: الْحَكِيمُ هُوَ الْمُحْكِمُ لِخَلْقِ الأَشْيَاءِ صُرِّفَ عَنْ مِفْعَلٍ إِلَى فَعِيلٍ، وَمَعْنَى الإِحْكَامِ لِخَلْقِ الأَشْيَاءِ إِنَّمَا يَنْصَرِفُ إِلَى إِتْقَانِ التَّدْبِيرِ فِيهَا، وَحُسْنِ التَّقْدِيرِ لَهَا (٣) .

وقال القحطاني: (الحكيم) الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين المخلوقات، فالحكيم هو واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور


(١) - باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء حديث رقم (٤٨٦٢) .
(٢) - جامع البيان ج١ ص (٤٣٦) ج٢ ص (٣٦٣) .
(٣) -الاسماء والصفات للبيهقي ج١ ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>