للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم بالاضمار والقول والفعل معا, اذ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يشترط على من بايعه من اصحابه: النصح لكل مسلم, مع اقامة الصلاة, وايتاء الزكاه (١) , قال الشاعر:

اذا خلت النصيحة حين تسدي ... من الاخلاص مجتها القلوب (٢)

وقال اخر:

لا تَبخَلَن بِالنُصحِ إِنَّ ضُؤولَةً ... بِالمَرءِ غِشُّ المُستَشيرِ المُجهَدِ

وَأَجِب أَخاكَ إِذا اِستَشارَكَ ناصِحاً ... وَعَلى أَخيكَ نَصيحَةً لا تَردُدِ (٣)

اما ابوالاسود الدؤلي يقول:

فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ ... وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ

وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ ... فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ

وقال اخر:

النصح ارخص ما باع الرجال فلا ... تردد على ناصح نصحا ولا تلم

ان النصائح لاتخفى مناهجها ... على الرجال ذوي الالباب والفهم


(١) - روضة العقلاء ص (١٥٧) مصدر سابق.
(٢) - ورد هذا البيت في الموسوعة الشعرية منسوبا لمحمد سليم الجندي وكذلك في الشوارد لابن خميس.
(٣) - عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب? - ١٢٩ هـ / ? - ٧٤٦ م من شجعان الطالبيين وأجوادهم وشعرائهم، وكان فتاكاً سيء الحاشية طلب الخلافة في أواخر دولة بني أمية (سنة ١٢٧ هـ) بالكوفة وبايع له بعض أهلها، وخلعوا طاعة بني مروان. وأتته بيعة المدائن. ثم قاتله عبد الله بن عمر (والي الكوفة) فتفرق عنه أصحابه (سنة ١٢٨ هـ) فخرج إلى المدائن، ولحق به جمع من أهل الكوفة فغلب بهم على حلوان والجبال وهمذان وأصبهان والري وقصده بنو هاشم كلهم حتى أبو جعفر (المنصور) واستفحل أمره، فجبي له خراج فارس وكورها. وأقام باصطخر، فسير أمير العراق (ابن هبيرة) الجيوش لقتاله فصبر لها ثم انهزم إلى شيراز ومنها إلى هراة فقبض عليه عاملها وقتله خنقاً بأمر أبي مسلم الخراساني, وضع الفراش على وجهه فمات وقيل مات في سجن أبي مسلم سنة ١٣١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>