للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان الاخلاص لله بالقول والعمل نصح ودين, فناصح العمل خالصه, وفي غريب القران: النصح تحري فعل او قول فيه صلاح لصاحبه: {وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} (١) وقد جاء في حديث تميم الداري رضي الله عنه يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) (٢) قال الخطابي: النصيحة كلمة جامعة معناها: حيازة المنصوح له. وهي من وجيز الكلام, بل ليس في الكلام كلمة مفردة تستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة. وهذا الحديث من الاحاديث التي قيل فيها انها احد ارباع الدين. وقال النووي: بل وحده محصل لفرض الدين كله, لانه منحصر في الامور التي ذكرها, فالنصيحة لله وصفه بما هو له أهل, والخضوع له ظاهرا وباطنا, والرغبة في محابِّه بفعل طاعته والرهبة من مساخطه بترك معاصيه والجهاد في رد العاصين له. وروى الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن ابي ثمامه صاحب علي قال: قال الحواريون لعيسى عليه السلام: ياروح الله من الناصح لله؟ قال: الذي يقدم حق الله على حق الناصح. والنصيحة لكتاب الله تعلمه وتعليمه واقامة حروفه في التلاوة وتحريرها في الكتابة وتعلم معانيه وحفظ حدوده والعمل بما فيه وذب تحريف المبطلين عنه. والنصيحة لرسوله تعظيمه ونصره حيا وميتا واحياء سنته بتعلمها وتعليمها والاقتداء به في اقواله وافعاله ومحبة اتباعه.


(١) - سورة الاعراف الايات (٧٩) .
(٢) - اخرج مسلم حديث رقم (٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>