للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلمه مطلق, قدرته مطلقة, يجب ان تعلم علم اليقين ان الله سبحانه وتعالى في كل اسمائه وصفاته مطلق (١) . والرشد قد يكون وصفا ذاتيا الله تعالى وقد يكون فعليا اما كونه ذاتيا فراجع إلى العلم والارادة؛ لأن الرشد في اللسان يقع على العاِلم بما يقدم ويؤخر فيتصف الله به من طريق كمال علمه واتقان صنعه ووجود العالم منه على النظام الجميل, والذي هو عليه على مقتضى علمه الرشيد, واما كونه من صفات السلب فهو بمعنى تعاليه عن السفه وصفات النقص التي تشوب المخلوق, اذا عدم الرشد في العلم والعمل, واما كونه من اصفات الافعال فيكون فعيل بمعنى مفعل (٢) . والذي يتضح من هذا العرض ان اسم الله رشيد ياتي بمعنى راشد اي حكيم في كل اقواله وافعاله وتدبيره لشؤن الخلق حكيم في كل شيئ, وذاك مايدل على كمال علمه واتقان صنعه وعظيم قدرته. وياتي بمعنى مرشد اي يرشد عباده إلى الصواب والى طريق الحق والى الدين المستقيم والى المصالح التي ينتظم بها شؤن خلقه جل وعلا.

ولا خلاف في جواز اجرائه على العبد بغير خلاف قال سبحانه وتعالى مخبرا عن قوم شعيب: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (٣) وقال سبحانه {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} (٤)

ثمرة معرفة اسم الله الرشيد


(١) - موسوعة اسماء لله الحسنى ج٣ ص (٢٠١) .
(٢) - الجامع لاسماء الله الحسنى ص (١٣٣) .
(٣) - سورة النساء الاية (٦) .
(٤) - سورة هود الاية (٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>