للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احاط سمعه بجميع المسموعات, والبصير الذي احاط بصره بحميع المبصرات في الارض والسموات, وفي كل المخلوقات, فقد احاط علمه وسمعه وبصره بجميع الكائنات, فسبحان من تحيرت العقول في عظمته, وسعت متعلقات صفاته, الذي خاطب نبيه بقوله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ *وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (١) وقال الخطابي: (السميع بمعنى السامع، إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناء فعيل بناء المبالغة، وهو الذي يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفت، والنطق والسكوت) (٢) وقال ابن القيم: (السميع الذي قد استوى في سمعه سر القول وجهره وسع سمعه الأصوات فلا تختلف عليه أصوات الخلق ولا تشتبه عليه ولا يشغله منها سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل ولا يبرمه كثرة السائلين, قالت عائشة الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله وإني ليخفى علي بعض كلامها فأنزل الله عز وجل (قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) (٣) وقال الدكتور محمد راتب النابلسي: الله عزوجل سميع لكل الموجودات, كل ماسواه يسمعه دون حاسة كبني البشر, دون آلة دون البشر, هناك آلة تلتقط الاصوات عند المخلوقات, او هناك حاسة لديهم


(١) - سورة الشعراء الايات (٢١٧الى٢٢٠) .
(٢) - الاسماء والصفات للبيهقي ص٧٩.
(٣) - طريق الهجرتين لابن القيم ص٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>