للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونشاطه يشكل امداداً قويا لحياة المجتمع كله وهل تبنى الحياة الا بسواعد الشباب قال الشاعر:

حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا ... ماً إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ

صَحَّتْ عزائمكُمْ على ... دْفعِ الأَثيمِ المعْتدي

واللهُ مَدَّ لكُمْ يداً ... تَعْلو على أقوى يدِ

وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا ... ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي

لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ ... يُوْماً وإنْ لمْ يَعْقِدِ (١)

وفي امثال العرب: الشباب باكورة الحياة, وقيل الشباب مظنة الجهل, وقيل مطية الجهل, فالشاب الذي لايتعلم سرعان مايسوقه عمله إلى مايورث الندم, ولهذا قيل الشباب شعبة من الجنون, لان الشباب طامح جامح, وانما يهذبه العلم, ويجمله الخلق الحسن, ويرفع من مكانته الايمان, فتوق اخي سكرة الشباب, ومصاحبة الاشرار, وفي امثال العرب: سكر الشباب اشد من سكر الشراب, فلا يقودك بسكره الى حتفك فان النفس امارة بالسوء فلا تقودك اليه فغرام الشباب تشتهيه النفوس, قال الشاعر:

وغرام الشباب اشهى الى النفس ... وان كان في المشيب الوقار (٢)


(١) - هذه الابيات لإبراهيم طوقان, ١٣٢٣ - ١٣٦٠ هـ / ١٩٠٥ - ١٩٤١ م, إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً، وكان يعاني مرضاً في العظام، فأنهكه السفر فمات شاباً.
(٢) - هذا البيت للعالم والاديب والشاعر الكبير القاسم بن علي بن هتيمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>