للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرحمة, فان الله سبحانه وتعالى يجيب من دعاه, وينصره على من عصاه, فلا يهولنك قوة عدوك ولا كثرته اذا كان عاصيا لله, فهذا نوح عليه السلام ينادي ربه بعد ان كذبه قومه فيستجاب له: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} (١) وهذا موسى عليه السلام قبل نبوأته يستغيثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٢) وهذا ايوب عليه السلام يصاب بالمرض والضرر فينادي ربه, وقد امر الله بذكره في محكم التنزيل فقال: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٣) وهذا عيسى عليه السلام ينادي ربه بان ينزل عليه مائدة من السماء فيستجاب له: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (٤) وهذا سليمان عليه السلام ينادي ربه فيستجاب له: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ


(١) - سورة نوح الاية (٢٦-٢٨) .
(٢) - سورة القصص الاية (١٦) .
(٣) - سورة ص الاية (٤١-٤٣) .
(٤) - سورة المائدة الاية (١١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>