للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا) (١) ولا يطلق غير مضاف الا اذا توجه الى الله تعالى: رب, او الرب, اما اذا اضيف فانه يتوجه الى الله تعالى, او الى عباده, كقولنا رب الدار اي صاحبها, اما دون اضافة ... رب او الرب فلا يتوجه الا الى الله تعالى, فهو رب كل شيء, وخالق كل شيء, {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٢) {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} (٣) وقد ورد في كتاب الله في مواضع كثيرة جدا. فالله سبحانه وتعالى رب الأرباب, ومعبود العباد, ومالك الملك, وخالق جميع العباد ورازقهم, وكل رب سواه غير خالق ولا رازق, وكل مخلوق فملك بعد ان لم يكن, ومنتزع ذلك بيده, وانما يملك شيء دون شيء. وصفة الله مخالفة لهذا المعنى, فهذا الفرق بين صفات الخالق والمخلوقين (٤) ليس كمثله شيء وهو السميع العليم فهو المربي لجميع عباده بالتدبير واصناف النعم, فعلى انه مدبر لخلقه ومربيهم ومصلحهم وجابرهم يكون صفة فعل, وعلى ان الرب المالك السيد يكون صفة ذات (٥) .


(١) - صحيح مسلم باب من رضي بالله ربا, حديث رقم (٤٩) .
(٢) - سورة الاعراف الاية (٥٤) .
(٣) - سورة الاعراف الاية (١٦٤) .
(٤) - مختصر النهج الاسمى, ص٢٤٦.
(٥) - مختصر النهج الاسمى, ج١ ص٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>