للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه عبادة المرائين بعبادة المخلصين وأعمالهم, فكيف يرضى العاقل ان يدخل في عمله رياء يبطله, والله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (١) ويقول: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (٢) ويقول: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (٣) ويقول: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} (٤) وفي الحديث النبوي (مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ) (٥) قال الشاعر:

ثَوب الرِياء يَشِفُّ عَن ما تَحتَهُ ... فَإِذا التحفت بِهِ فَإِنَّكَ عاري (٦)

وقال اخر:

دع الرياء لمن لذّ الرياء له ... فانه الشرك فاحذر زلة القدم (٧)

اما محمود الوراق فهو يقول:

أَظَهَروا لِلنّاسِ نُسكاً ... وَعَلى المَنقوشِ داروا

وَلَهُ صاموا وَصَلّوا ... وَلَهُ حَجّوا وَزاروا


(١) - سورة البقرة الاية (٢٦٤) .
(٢) - سورة الانفال الاية (٤٧) .
(٣) - سورة الماعون الاية (٤-٧) .
(٤) - سورة النساء الاية (٣٨) .
(٥) - البخاري في صحيحه حديث رقم (٦٠١٨) .
(٦) - هذا البيت لابي الحسن التهامي.
(٧) - المراد بالشرك هنا الشرك الاصغر, والبيت ورد في الموسوعة الشعرية غير منسوب لقائل بعينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>