للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم بسلطان، من غير أن يمنعه ذلك من الإحسان إليهم والبر بهم - ما داموا غير محاربين لنا, فبهاتين الفريضتين تتعاضد الروابط الإيمانية بين المسلمين، وتتحدد الروابط بين المؤمنين والكافرين، فما أحوج الأمة اليوم إلى تفعيل هاتين الفريضتين، والعمل بهما حتى تتحقق لنا سيادتنا واخوتنا، فلا ندين بالولاء إلا لله ولرسوله وللمؤمنين، ولا نعادي إلا من حادَّ الله ورسوله وتنكب سبيل المؤمنين. وفي الذكر الحكيم: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (١) {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (٢) .

ويقول القاضي مرشد علي العرشاني: بل ان الايمان ينتفي عند انتفاء الولاء, فلما كان الولاء فريضة من فرائض الاسلام فواجب على المسلم ان يؤدي هذه الفريضة, فيعطيها من يستحقها, ومن امر ان يواليه, فالله هو الولي (٣) قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (٤)

الفرق بين المداهنة والمداراة وأثرهما على الولاء والبراء


(١) - سورة آل عمران الاية (٢٨) .
(٢) - سورة المائدة الاية (٥١) .
(٣) - الولاء والبراء للقاضي العلامة المجتهد المحقق مرشد بن علي العرشاني, ص٦٦, الطبعة الرابعة ١٤٢٧هـ ٢٠٠٦م الناشر مكتبة خالد بن الوليد صنعاء اليمن.
(٤) - سورة المائدة الاية (٥٥-٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>