للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احباطا, وفي الامثال العربية: "العبد حر اذا قنع, والحر عبد اذا طمع" وقديما قيل: "عش قنعا تكون ملكا" وقيل: "القناعة كنز لايفنى, والقناعة كنز لاينفد" وقيل: "خير الغنى القنوع" وفي الاثر: "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس" وقيل: "من لم يكن قنعا لم يزل جزعا" (١) فالعاقل اللبيب يكون غنيا راضيا عاملا طموحا لما فيه الخير دون اعتداء على حقوق الاخرين, فالقناعة شعور ايجابي وليس هو الرضا بالادنى, وان كان النظر الى من هو ادنى يحدث الرضا في النفس: وفي الحديث (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ) (٢) فكن راضيا بما كتب الله مبتهجا بما متعك الله من نعمة السمع والبصر والصحة والمال والولد والاهل والاخوان واحدى هذه النعم تكفي للبيل ليكون راضيا مطمئناً

فانما القناعة الرضا بما كتب والسعي الى اكتساب الخيرات والمسارعة الى اعمال الصالحات, فانعدام القناعة قد يجعل الانسان قلقا كثير التذمر والاضطراب لايبالي باقتراف سلوك غير اخلاقي لهذا فان القناعة تعين على الهدوء والتفكير السليم ومضاعفة الجهد.

ورضي الله عن الامام علي حيث يقول:

أَفادَتني القَناعَةُ كُلَّ عِزٍّ ... وَهَل عِزٌّ أَعَزُّ مِنَ القَناعَة

فَصَيِّرها لِنَفسِكَ رَأسُ مالٍ ... وَصَيِّر بَعدَها التَقوى بِضاعَه


(١) - كنوز الامثال, ص٦٩.
(٢) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٥٢٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>