للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السكينة التي لا أنفع له منها, كما أنه يفرغ قلبه ويقلل همه وغمه، فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها وغمومها. ومن ثمرات الرضا: الفرح والسرور برضا الرب تبارك وتعالى: وفي الذكر الحكيم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (١) .

والبِرُ هو الصلة واسداء المعروف والمبالغة في الاحسان والبَرُ هو المحسن يقال فلان بار بوالديه اذا كان محسنا لهما وفي الحديث النبوي (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد) (٢) والبِرُ بالكسر الصلة والاحسان يقال فلان يبر رحمه اي يصلهم, والصلة: اتصال عطاء مع زيارة, فالاحسان منك مطلوب في كل الأحوال حتى مع من يخالفك في العقيدة فالله سبحانه وتعالى يقول: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (٣) ان تبروهم اي ان تحسنو اليهم, فاذا لم يكن يصلي ولكن لايعاديك, انت ان احسنت الهي حملته على الصلاة, انت ان احسنت اليه حملته على حضور مجلس علم, انت اذا احسنت اليه حملته على الطاعة, كما يقول الدكتور محمد النابلسي: هذه الاية دقيقة المعنى جدا قد تلتقي في عملك وفي محيطك, وقد تلتقي مع اقربائك باندماج لايناصبك العداء ولاينكرون عليك تدينك, بل انهم


(١) - سورة البقرة الاية (٢٠٧) .
(٢) - الادب المفرد للبخاري حديث رقم (٢) .
(٣) - سورة الممتحنه الاية (٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>