للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجملها اذا تعرفت عليها وعلى العالم الذي تعيش فيها من خلال سنن الله فانك ستكون بفضل الله فارحا مسرورا تؤدي حق الله وتسعى في ادخال السرور الى قلوب المؤمنين, فهذا انس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قضى لأحد من أمتي حاجة يريد أن يسره بها فقد سرني ومن سرني فقد سر الله ومن سر الله أدخله الله الجنة) (١) .

قال الإمام أحمد: سرور الله تعالى حسن قبوله لطاعة عبده وارتضاؤه إياها.

فالابتهاج والسرور الذي تحاول ان تدخله الى قلوب اخوانك وابنائك واهلك وابناء مجتمعك هو عمل يحبه الله وهو عمل يزرع في القلوب المودة والمحبة والاخاء, فاسع الى اكتساب هذا الخير العظيم, واياك والتضجر والتأفف والحزن والغضب واظهار الاكتئاب ومحاولة ادخال الحزن والالم الى قلوب الاخرين واظهار السرور بذلك فان ذلك سيكون سببا في هلاكك, فقد ورد مايدل على ذلك, فلا تغتر بزمن ساعدك, ولا بسلطان رفعك, ولا بكثرة عدتك وعددك, فان الامور تتحول وتتبدل, قال الشاعر:

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ ... فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ ... مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ ... وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

أَينَ المُلوكُ ذَوو التيجانِ مِن يَمَنٍ ... وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ

وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ ... وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ


(١) - شعب الايمان للبيهقي حديث رقم (٧٦٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>