للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّهُ.....يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما

وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسَهُ ... عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشياً مُنَمنَما (١)

فتمتع بفصل الربيع وازهاره وبجميل الورد في نيسانه واذاره, واسبح في بحوره وانهاره, واكثر من ذكر الله في غدو الوقت واصاله, فعسى يهزك الربيع وينعشك بريحانه وازهاره فتغتنم الوقت في عمل الصالحات, فان الربيع يهز النفوس ويذهب البؤس ويبعد عنك التشاؤم والنحوس وهذا الخبز ارزي يقول

قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ ... بعساكرٍ للزهر والأنوارِ

فتناثرت لقدومها بتفصحٍ ... بعد العجومةِ ألسُن الأطيارِ

وكأنَّ إقبالَ الزمان من الشتا ... إقبالُ مسحور من الأسحار

خلعَ الربيعُ على الرياض وألبَسَت ... خِلَع الربيعِ مُشَهَّرَ الأقطارِ

فاذا جاء الخريف تضاعف خيره وضحك طيره وطاب صباحه وبرد نسيمه قال الشاعر:

طاب شرب الصبوح في ايلول ... برج الظل في الضحى والاصيل

وخبت جمرة الهواجر عنا ... واسترحنا من النهار الطويل

وخرجنا من السموم الى برد ... نسيم وطيب ظل ظليل

فكأنا نزداد قربا من الجنة ... في كل شارق وأصيل

ووجوه البقاع تنتظر الغيث ... انتظار المحب رد الرسول (٢)

وقال اخر:


(١) - هذه الابيات للبحتري.
(٢) - وردت هذه الابيات في الموسوعة الشعرية وفي صبح الاعشى منسوبة الى عبد الله بن المعتز. ولم نجدها في الديوان الذي بين ايدينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>