للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (١) . وبسبب عادات الجاهلية السيئه يروى ان شيخا من الاعراب تزوج جارية من رهطه, وطمع ان تلد له غلاما فولدت له جارية فهجرها وهجر منزلها, وسار يأوي الى غير بيتها, فمر بخبائها بعد حول, واذا هي ترقص بنيتها منه وهي تقول:

ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في بالبيت الذي يلينا

غضبان الا نلد البنينا ... وإنما نأخذ ما أعطينا

وفي رواية أخرى للابيات:

ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في البيت الذي يلينا

بل نحن في الارض لزارعينا ... يلبث ماقد زرعوه فينا

وأنما نأخذ ما أعطينا

فعرف أبوحمزة قبح مافعل وراجع امراته (٢) , ويروى انه كان لرجل امراتان في داره ولدت احداهن غلاما وولدت الاخرى بنتا-والحسد بين الضرائر معلوم- فكانت ام الغلام اذا رقصت ابنها قالت:

عافاني اليوم من الجواري ... من كل سوداء كش بالي

لاتدفع الضيم عن العيال

وكانت ام الجارية اذا سمعت هذا رقصت ابنتها وقالت:


(١) - سورة النحل الآية (٥٨-٥٩) .
(٢) - الترقيص والغناء للأطفال عند العرب للاستاذ احمد عبد التواب عوض الناشر دار الفضيلة القاهرة ص٩١. وقد وردت الرواية الاولى للابيات في العقد الفريد لابن عبدربه والبيان والتبيين للجاحظ, والرواية الاخرى في بهجة المجالس وانس المجالس.

<<  <  ج: ص:  >  >>