للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (١) . وهو الذي يحيي الارض بعد موتها قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٢)

واما المميت فهو مقدر الموت على كل من أماته, ولامميت الا الله, فليس هناك في الكون جهة تقرر إنهآء الحياة الا الله سبحانه فهو الذي قهر عباده بالموت والفناء, فالخلق كلهم يموتون فالطغاة يموتون, والانبياء يموتون, والصالحون يموتون, والاشرار يموتون, والاذكياء يموتون, والاغبياء يموتون, والرجال يموتون, والنساء يمتن, والناس كلهم يموتون, فسبحان من تمدح بالاحياء والاماتة ليعلم الخلق ان الله قادر على التصرف بالإحيآء والإماتة متى شاء ومتى اراد, فالخير كله بيده سبحانه وتعالى.

وقال الخطابي: في معنى المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحياة ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث ويحيي القلوب بنور المعرفة ويحيي الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق وقال في معنى المميت: هو الذي يميت الأحياء ويوهن بالموت قوة الأصحاء الأقوياء: (يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) (٣)


(١) - سورة الانعام الآية (١٢٢) .
(٢) - سورة الحديد الآية (١٧) .
(٣) - الاسماء والصفات ص ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>