للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الامام ابن القيم: الأسماء الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن هي أركان العلم والمعرفة, فحقيق بالعبد أن يبلغ في معرفتها إلى حيث تنتهي به قواه وفهمه (١) . قلت واحسن مايفسر به هذه الاسماء الاربعة هو تفسير الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو اعلم الخلق بالله فقد روي عن ابي هريرة انه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ) زَادَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ (اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ) (٢) فقد فسر صلوات الله وسلامه عليه كل اسم بمعناه العظيم, ونفى عنه مايضاده وينافيه, فسبحان من تفرد بالاحاطة المطلقة والمعرفة التامة والكمال المطلق ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وقد احسن ابن قيم الجوزية حيث يقول:

هُوَ أولٌ هو آخِرٌ هُو ظَاهِرٌ ... هُو بَاطِنٌ هِي أربعٌ بوِزَانِ

مَا قَبلَهُ شَيءٌ كَذَا مَا بَعدَه ... شَيءٌ تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ

مَا فَوقَهُ شَيءٌ كَذَا مَا دُونَه ... شَيءٌ وَذَا تَفسِيرُ ذِي البُرهَانِ

فَانظُر إلَى تَفسِيرِهِ بِتَدَبُّرٍ ... وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ


(١) - طريق الهجرتين ص٤٦.
(٢) - سنن ابي داود باب مايقال عند النوم حديث رقم (٤٣٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>