العامة التي تجمع الأمة على تعظيم شعائر الله وتوحيده وقد جعلهم الله شعوبا وقبائل ليتعارفوا فاكرمهم عند الله هم أهل التقوى الذين يدينون بدين الوحدانية ودين الاجتماع, وهم امة واحدة يجتمعون باسم الإسلام ويحجون البيت الحرام وهو اجتماع على الهدى والرشد والخير, لايقوم على المغالبة بل على الاخوة العامة والمودة الراحمة التي يحث عليها هذا الدين القويم, ان هذا الحج وهذا الاجتماع وهذا المؤتمر العظيم اذا اخلص الإنسان فيه لله وكان حجه مبرورا خرج الإنسان من ذنوبه وكسَب الاجر الكبير, والحج المبرور كما روي ذلك في الحديث النبوي (ليس له جزاء الا الجنة)(١) والحج المبرور هو الذي لايخالطه اثم ولا ذنب ولا انحراف. ان اجتماعا على توحيد الله وتعظيم شعائره واداء فريضة الحج ومناسكه في منطقة الأمان التي جعلها الله مثابة للناس وامنا نعمة عظيمة ومنة كبيره, انه الاجتماع على محبة الله والحب في الله الذي اساسه الالتزام بمنهج الله, وهو مقياس الايمان وعنوان التوفيق في الدنيا ورضوان الله في الاخرة, وليس تجمعا لاضدهاد امة ونهب ثروة واخافة امن كما نطق بذلك شاعر فقال:
تجمعتم من كل جنس وأمة ... ولون لحفظ السلم, هل حُفِظ السِّلْمُ
وهل رفع الحق الذليل جبينه ... وهل نحن بتنا لا يروعنا الظلم