للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين، قبل قولهم، ولا يتعرض لهم؛ لأن السيماء من أسباب المعرفة (١)، قال الله تعالى: {فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} (٢)، وقال تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (٣).

الأصل في تحكيم العلامة عند الاشتباه قول الله تعالى: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} (٤) الآية، والعلامة والسيماء أقوى من المكان، لأن المقصود من اتحاد العلامة والسيما ليس إلا المعرفة عند الاجتماع في مكان واحد (٥).

ولهذا لو وجد الميت في بيعَة أو كنيسة، وعليه سيما المسلمين، يصلى عليه، ولو وجد في المسجد، وعليه علامة الكفار، لا يصلى عليه.

وسيما المسلمين أحد الأشياء الثلاثة: الختان، والخضاب، ولُبس السوَاد (٦).

أما "الختان" لقوله عليه السلام: "عشر من الفطرة" (٧)، وذكر من جملتها


(١) انظرا "شرح السير الكبير" ٥/ ٢٢١٧،
(٢) سورة محمد الآية: ٣٠.
(٣) سورة الفتح الآية: ٢٩.
(٤) سورة يوسف الآية: ٢٦.
(٥) "المبسوط" ١٠/ ٢١٥.
(٦) انظر "المبسوط" ١٠/ ١٩٩.
(٧) عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشرة من الفطرة: قص الشارب، وقص الأظفار، وغسل البراجم، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق، ونتف الإبط، وحلق العانة وانتقاض الماء" قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. أخرجه مسلم في الطهارة، باب خصال الفطرة الحديث: ٥٦، وأخرجه أبو داود في الطهارة باب السواك من الفطرة

<<  <  ج: ص:  >  >>