للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللكنوي في الخاتمة/ الفصل الأول في تعيين المبهمات (١).

وبما أن لقبه هذا غلَب على اسمه الحقيقي، لذا نسبت إليه فتاواه الشهيرة، فاشتهرت باسم: "فتاوى قاضي خان" و "الفتاوى الخانية"، ثم غلب على بعض المتأخرين من الفقهاء اختصار اسم هذا الكتاب، فيذكرون عند إحالاتهم إليه: "وفي قاضي خان" أو: "وفي الخانية" (٢).

ثم إنه لم يفصح المؤرّخون عن وجه شهرته بهذا اللقب، إلا أن الظاهر أن سبب شهرته هو توليته منصبَ القضاء، حتى أصبح "قاضى القضاة" (٣)، كما يشعر إليه كلام تلميذه الجليل الإمام الحَصيري، وكلام ابن الفوطي، وسوف أتحدث عنه فيما بعد.

[مولده وموطنه ووفاته]

[مولده]

لم يتطرق المؤرخون وأصحاب التراجم إلى ذكر تاريخ ميلاده، إلا أنه يُستوحى من تاريخ وفيات مشايخه أن ولادته كان في العقد الثاني من القرن السادس، حيث إنه تفقه على شيخه إبراهيم الصفَّار وهو من أقدم شيوخه، وقد كانت وفاة الصفار المذكور سنة


(١) "الفوائد البهية" ص ٢٣٨.
(٢) نجد أمثلة على ذلك بكثرة في "حاشية ابن عابدين" و"الفتاوى التتارخانية" و "الفتاوى الهندية" وغيرها من كتب الفتاوى والشروح.
(٣) "القاضي": اسم لوظيفة إلا أنه استعمل كلقب فخري في أواخر العصر الفاطمي وعصر الأيوبيين والمماليك، حين كان يطلق على العلماء وموظفي الدولة عمومًا سواء كانوا متصدرين لوظيفة القضاء أم لغيرها، وجرى عرف العامة على ذلك، وأول من عرف بهذا اللقب سلمان بن ربيعة الباهلي، وهو أول قاض بالكوفة استقضاه عمر بن الخطاب، وأبو أمية شريح بن الحارث القاضي، وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي صاحب أبي حنيفة، وهو أول من سمي "قاضي القضاة". انظر "الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار" دكتور حسن الباشا ١٩٩٧، مكتبة النهضة المصرية ص ٤٢٤. "اللباب في تهذيب الأنساب" لعز الدين بن الأثير الجزري" ٣/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>