للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تراث الفقهاء، والذي يعتبر خاتم المحققين في الفقه الحنفي.

أما تعريف "فقيه النفس": "فهو الذي صار الفقه سَجِيّة ملازمة له، وملكة قائمة به، يستطيع بواسطتها استنباط الأحكام وإدراكها" (١).

"والمقصود بذلك أن يكون شديد الفهم بالطبع لمقاصد الكلام، أي أن يكون له استعداد فطري يؤهّله للاجتهاد" (٢).

وعدّ إمام الحرمين الجُويني وجلال الدين المحلي من شروط المجتهد أن يكون فقيهَ النفس (٣). واعتبر الجويني هذا رأسَ مال المجتهد، وقال: إنه أمر جبلّي، ولا يتأتّى كسبه وتحصيله بحفظ الكتب (٤).

[مؤلفات الإمام قاضي خان]

خلَف الإمام قاضي خان ثروة علمية كبيرة للمكتبة الإسلامية، تدل على مكانته العلمية العالية في الفقه، واطّلاعه الواسع على دقائق المذهب الحنفي، وقد نسبت كتب التراجم إليه طائفة من الكتب، كانت موضع اهتمام الفقهاء المتأخرين الذين أكثروا النقل عنه والإحالة إليها، ولكنها مغمورة مع جلالة قدرها، سِوى فتاواه الشهرة، بعضها ما تزال مخطوطة يمكن الوقوف عليها، وبعضها لا نعلم له مكانا، وفيما يلي أذكر نبذة يسيرة عن مؤلفاته القيّمة:

١ - " فتاوى قاضي خان" أو "الفتاوى الخانية":

من الفتاوى المعتمدة في المذهب الحنفي، ومن كتب الفتاوى التي نالت أسمى مكانة


(١) "الوجيز في أصول التشريع الإسلامي" للدكتور محمد حسن هيتو، ص ٤٩٦.
(٢) "التخريج عند الفقهاء والأصوليين" للدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين، ص ٣٢٤.
(٣) انظر "البرهان" للجويني ٢/ ١٣٣٢، و"جمع الجوامع" سرح الجلال المحلى، ٢/ ٣٨٢.
(٤) "البرهان" للجويني ٢/ ١٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>